مذكراتي عن مسابقة وليم فيس 2015 في فينا - بقلم علي العريان


مذكراتي عن مشاركتي في مسابقة ويليم فيس للتحكيم التجاري الدولي الثانية و العشرين لعام 2015
 

بينما أنا في السنة الأخيرة من سنوات دراسة ليسانس الحقوق وفي خضم أفكاري المتلاطمة والمتزاحمة والجهود الحثيثة لجمع المعلومات والاستقصاء بهدف تحديد مسار ما بعد التخرج و تعيين الحقل القانوني الذي سأتخصص فيه و أكثف جهودي في إتقانه و تعلمه والتدرب على مهاراته ، كانت كلمة "التحكيم" الأكثر تداولا على ألسنة أساتذتي من مختلف التخصصات كلما استشرتهم وطلبت منهم النصيحة بشأن المجال الأفضل لي كي أخوضه ، فالتحكيم اليوم هو أحد أكثر حقول القانون تحديا و تطورا و تعقيدا و أهمية وانتشارا ، قررت أن أستكشف هذا العالم وأن أخوض تجربة أتمكن من خلالها من أن أعيش واقع التحكيم كما هو ، وقد كنت قد استهوتني منذ السنة الأولى لي في كلية القانون الكويتية العالمية فكرة السفر ممثلا للكلية في إحدى المسابقات الدولية ، حيث أن الكلية ترحب بسخاء جم بمشاركة طلابها ممن يتقن اللغة الانكليزية في المسابقات الدولية و تحديدا مسابقة جيسب في القانون الدولي العام و التي تجرى في الولايات المتحدة الأمريكية ، و مسابقة ويليم فيس للتحكيم التجاري و التي تعقد في فينا باللغة الانكليزية ، و مؤخرا مسابقة المحاكمات الصورية و دوري المناظرات و اللتان تعقدان في دولة قطر باللغة العربية .

لا أخفي أنني كنت مترددا منذ السنة الأولى في المشاركة ، فأعباء المسيرة الدراسية كبيرة و كانت أولويتي الأولى حينها هي إتقان المواد الدراسية وفهمها قبل كل شيء وقبل المشاركة في أية مسابقة دولية كانت أو محلية ، و لم أستوعب مدى كوني مخطئا حتى شاركت في مسابقة التحكيم التجاري و اكتشف مدى روعة التجربة التي كدت أن أفوتها ، بل إني لأقول و بكل ثقة بأن ما تحمله هذه التجربة من قيمة علمية و أكاديمية يفوق المواد الدراسية الاعتيادية أهمية بمراحل ، فكم من طالب قد شارك في هذه المسابقة و تغير مسار حياته المهنية و العلمية بسببها وهو أمر وارد فعلا.

لذلك فقد عقدت نيتي وشددت العزم على المشاركة في مسابقة فيس للتحكيم التجاري هذا العام 2015 وتقدمت إلى مكتب الأنشطة في كلية القانون الكويتية العالمية وكانت المنافسة على مستوى الكلية سهلة سرعان ما انتهت باختياري مع مجموعة من الزملاء لتمثيل الكلية و هم عبدالرحمن الرويشد وهبة نصار الخالدي وملاك فاضل الصراف ، و كان مدربا الفريق هما د.دينا حداد من سوريا و د.عمرو العطار من مصر وهما أستاذان في كلية القانون الكويتية العالمية.

فيما يلي سآخذ القراء الكرام – وخصوصا أولئك المهتمين بالمشاركة في هذه المسابقة مستقبلا – في جولة أروي لهم فيها أحداث ما مررت به من تجربة شيقة في فينا وأمزج ذلك بمعلومات قمت بترجمتها من عدة مواقع تشرح طبيعة هذه المسابقة وماهيتها ، إذن فما أسوقه من كلمات ليس محض مذكراتي الشخصية بل جملة من المعلومات التعريفية بطبيعة هذه المسابقة وخلفياتها وبيئتها.

 

ما هي مسابقة ويليم فيس للتحكيم التجاري؟

 
 
 

تعتبر مسابقة ويليام س فيس من المسابقات الدولية في مجال التحكيم التجاري ، حيث كانت المحاكمات الصورية ومنذ عام 1994 تعقد سنويا في فينا لتجذب ما يزيد على 300 كلية قانون من جميع أنحاء العالم ولتبعث إلى خلق ما يزيد على عشرين دوري تمهيدي تجرى من خلاله محاكمات صورية تدريبية سابقة للمنافسة الفعلية التي تجرى في فينا ، كما أن هنالك منافسة أخرى تجرى في ذات الوقت بشكل موازي في هونغ كونغ.

تهدف هذه المسابقة إلى تشجيع الدراسة في مجالات قانون التحكيم و قانون التجارة الدولي والحل السلمي للنزاعات ، و تكون القضية موضوع المسابقة قائمة دائما على عملية بيع دولية خاضعة لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع CISG ، كما تتضمن الدعوى جوانب إجرائية تتعلق بالقواعد الإجرائية للتحكيم ، و كانت القواعد المنتقاة في سنتنا هذه هي قواعد غرفة التجارة الدولية ICC ، تتكون المسابقة من تسليم مذكرة مكتوبة قبل موعد المرافعات الشفوية وذلك في مواعيد محددة ، حيث يقدم كل فريق مذكرتين ، الأولى تتضمن دفاعا عن المدعي و الأخرى تتضمن دفاعا عن المدعى عليه ، ثم تجرى المرافعات الشفوية في فينا.

 

تكوين المسابقة

 

تتكون مسابقة ويليام فيس من جزئين:

-        القيام بكتابة مذكرتين ، تدافع الأولى عن المدعي و الثانية عن المدعى عليه

-        المرافعة الشفوية في فينا

 

كتابة المذكرات

 

تبدأ هذه المرحلة في أول جمعة من شهر أكتوبر بعد أن يتم توزيع أوراق القضية على الفرق المشاركة ، وتتضمن أوراق القضية كلا من الوقائع و المستندات و بعض الدفوع المبدئية التي كتبها محامو كل من المدعي والمدعى عليه ، ويكون حينئذ على كل فريق أن يكتب مذكرة فيها دفوع تتعلق بكلا الشقين الموضوعي والإجرائي.

أول تحد يواجهه المشاركون هو في مدى قدرتهم على تقمص دور محامي المدعي ، ويجب تسليم مذكرة الدفاع عن المدعي مبكرا في ديسمبر ، حيث يتم بعدها إرسال نسخة من مذكرة الدفاع عن المدعي التي كتبها فريق آخر من الفرق المشاركة في المسابقة ، ويتوجب حينئذ على الفريق الذي تلقى مذكرة الدفاع عن المدعي أن يتقمص دور المدعى عليه و يكتب مذكرة ثانية و لكن للدفاع عن المدعى عليه هذه المرة و ردا على المذكرة التي أرسلت إليه ، ويكون آخر موعد لتسليم مذكرة المدعى عليه في منتصف فبراير من كل عام.

وهكذا وبمجرد الانتهاء من تسليم مذكرة المدعى عليه يكون قد أسدل الستار على الجزء الأول أي الجزء الكتابي من المسابقة ، ولكن التقييم والجوائز التي تمنح لأفضل مذكرات لا يعلن عنها إلا في اليوم الأخير للمسابقة بعد الانتهاء من المرافعات الشفوية في فينا ، وبخلاف مسابقات دولية أخرى فإن مدى جودة كتابة المذكرة ليست هي المعيار لتأهل الفريق للذهاب إلى فينا لتقديم المرافعة الشفوية ، فكل الفرق تذهب إلى فينا وتمكن من تقديم المرافعات الشفوية بغض النظر عن مستوى المذكرة التي كتبوها.

بدأ فريقنا يعمل على كتابة المذكرات ، لقد كان العمل مضنيا ، و كانت تواريخ التسليم محددة طبعا من قبل الجهة المنسقة للمسابقة ، و تم التسليم عن طريق الانترنت ، و لا زلت أتذكر مدى الإرهاق الجسيم الذي مر به الفريق في الأيام الأخيرة قبيل انتهاء مواعيد التسليم ، حيث اضطررنا للبقاء في مبنى الكلية حتى الساعة الثالثة فجرا في بعض الأيام و لفترات عمل طويلة ومرهقة ومتواصلة.


من اليمين عبدالرحمن الرويشد وملاك الصراف وعلي العريان في مبنى كلية القانون الكويتية العالمية أثناء العمل على كتابة المذكرات القانونية

 

السفر إلى الأردن للمشاركة في المحاكمات الصورية التحضيرية وورش التدريب

 
منذ عام 2011 عكفت غرفة البحرين لحل المنازعات BCDR-AAA بالتعاون مع برنامج تطوير القانون التجاري CLDP التابع لوزارة التجارة الأمريكية وبالتعاون مع شركاء آخرين أيضا عملوا على تنظيم محاكمات صورية تدريبية تمهيدية لمسابقة فيس التي تعقد في فينا و هونغ كونغ ، وتسلط هذه الفعالية التدريبية الضوء على عدة مواضيع هي:

-        طرق البحث القانوني و التحليل

-        مهارات كتابة المذكرات القانونية

-        مهارات المرافعة الشفوية

-        أدوات قانون التجارة الدولي وقوانين التحكيم وعقود البيع الدولية

ويتم التدريب و التعليم من خلال ورش عمل و محاضرات و حوارات ونقاشات بين الفرق المشاركة و مع مدربين مؤهلين غالبا – إن لم يكن دائما – ما يكونون محامين قد شاركوا مسبقا في المسابقة ، و يشارك في هذه الفعالية فرق تأتي من دول مختلفة من جميع أنحاء الشرق الأوسط ، و في هذا العام عقدت المسابقة التحضيرية في عمان في الأردن و شارك فيها 11 فريقا من دول متعددة هي الكويت و العراق وأفغانستان (3 فرق) والمملكة العربية السعودية وإيران و الأردن وتونس وقطر ، و كان غياب جمهورية مصر العربية لأسباب بيروقراطية ملحوظا باعتبارها صرحا من صروح علوم القانون في الشرق الأوسط ، و كذلك كان غياب الفريق البحريني ملحوظا باعتبار أن أحد أهم المنظمين لهذه الفعالية هي غرفة البحرين لحل المنازعات و على الرغم من ذلك لم تشارك أي من الجامعات البحرينية في فريق يمثلها في هذه الفعالية.

جدير بالذكر أن هذه الفعالية التدريبية في عمان و كذلك المسابقة الفعلية في فينا و هونغ كونغ لا تعتبر مجرد تدريب لطلاب القانون فقط بل كذلك هي مصممة لتدريب القضاة و المحامين وأساتذة القانون والممارسين في مجال التحكيم وتوفير بيئة خصبة لهم لتطوير مهاراتهم العملية في مجال التحكيم التجاري.

وصلنا إلى عمان في بداية مارس 2015 ، و كانت هي المرة الأولى لي التي أزور فيها الأردن ، كنت متشوقا لرؤية البحر الميت و البتراء ، ولكن ومنذ اللحظة الأولى لوصولنا انهمكنا في جدول تدريبي قاتل استمر إلى اليوم الأخير حيث خرجنا من الأردن دون أن نرى شيئا من معالمها السياحية إلا النزر القليل الذي استطعت أن أسترق رؤيته في اليوم الأخير حيث ذهبت لمشاهدة بعض الآثار الرومانية والمتحف الملكي للسيارات وشراء بعض الحلوى الأردنية الشهيرة (زلاميطو) ، و لكن البرنامج التدريبي كان رائعا في حد ذاته ، كان من الواجب على جميع الفرق أن تقيم في ذات الفندق ، و كان الفندق المختار حينما هو ماريوت ، كانت الحافلة تنطلق في الساعة الثامنة صباحا لتأخذ جميع الفرق إلى الجامعة الأردنية ، و بالمناسبة فقد كانت حفاوة الجهات المنظمة و ضيافتها في غاية الجود والكرم ، كانت الجهات المستضيفة هي مجلس القضاء الأردني و الجامعة الأردنية و غرفة التجارة الدولية و CLDP و LEAD advisory group و غرفة البحرين لحل المنازعات ، بدأنا الأيام الأولى بجدول طويل يبدأ في الثامنة صباحا لينتهي في الخامسة أو السادسة مساء ، ثم يلحق ذلك نقاشات اختيارية مع المدربين في لوبي الفندق مساء ، و كانت المشاركون يجلسون في أوقات المساء أيضا لتبادل الأحاديث الودية حول فناجين القهوة والشاي ، لقد كانت الاندماج الاجتماعي المهني رائعا بحق حتى يكاد كل من شارك في هذه الفعالية قد تعرف على أغلب المشاركين الآخرين بنهاية مدة البرنامج وكون معهم علاقات مهنية و أكاديمية قد تمتد وتفيد على مدى حياته المهنية ، و هذا بلا شك أحد الأهداف الجميلة المقصودة لمثل هذه الفعاليات .

كانت الأيام الأولى عبارة عن محاضرات ثم أعقبها جولات تدريبية يقابل كل فريق فريقا آخر ومحكمين يترافع أمامهم و يدلي بما لديه من دفوع ليأتي بعدها المحكمون بما لديهم من تعليقات وانتقادات و نصائح بشأن مرافعة كل طالب من الطلاب توجهه لتصحيح ما لديه من أخطاء و عيوب.

علي العريان وملاك الصراف أثناء المرافعة في عمان
 
علي العريان وملاك الصراف بعد الانتهاء من مرافعة تدريبية في قصر العدل الأردني وفي مواجهتهم أحد الفرق الأفغانية
 

استمر التدريب في جامعة الأردن من 3 مارس وحتى 5 مارس ثم انتقلنا إلى المحكمة العليا في السادس من مارس وحتى السابع منه للمشاركة في المسابقة التدريبية التي تحاكي المسابقة الفعلية في فينا ، وفي هذه الأثناء جاءنا مشكورا أحد الصحفيين الكويتيين العاملين في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وأجرى لقاء صحفيا معنا تم نشره لاحقا في موقع الوكالة و سائر الصحف اليومية الكويتية.
 
من أمام قصر العدل في العاصمة الأردنية عمان

وكالة الأنباء الكويتية كونا تغطي مشاركة الفريق في عمان
 

في السابع من مارس أقيم حفل الختام و وزعت الألقاب والجوائز وحاز فريق جامعة دار الحكمة في المملكة العربية السعودية على جائزة أفضل الفرق المشاركة من حيث مذكرة المدعي ومذكرة المدعى عليه والمرافعة و فازت الطالبة مريم الدباغ من نفس الجامعة وزين شاهين من جامعة الأردن  بجائزة أفضل مترافع في الدورة عن المدعي والمدعى عليه على الترتيب.

 
فريق المملكة العربية السعودية في الأردن
 
الفريق الكويتي يتسلم شهادات التقدير
 
هبة الخالدي ، وعلي العريان ، وعبدالرحمن الرويشد بعد تسلم شهادات التقدير
 
صورة من حفل الختام في عمان
 

أمور أثارت استغرابي على هامش الأردن .. الفريق السعودي والعراقي والأفغاني والإيراني

 

-        كان الفريق السعودي يتكون من العنصر النسائي فقط وقد انبهرت بالشخصية القوية للمرأة السعودية وتفوقها وتمكنها ولغتها الانكليزية مما قد جعلني أعيد النظر في الصورة النمطية للمرأة في هذه الدولة الجارة وأقول لنفسي بأنني قد لا أزال قاصر الفهم جدا بشأن حقيقة المجتمع السعودي رغم كونه متاخما لبلدي الكويت

-        للوهلة الأولى التي علمت فيها بمشاركة فريق من العراق أكبرت هذه الروح المفعمة بالحياة التي تنبض بها قلوب شباب العراق وجيله الصاعد ، فرغم القتل والدمار والحرب والتفجير ، لا زالت جامعات العراق تشع بالنور ولا زال شباب العراق يشارك في هذا المحفل الدولي الذي تكاسل عن المشاركة فيه طلاب آخرون في دول مرفهة و آمنة ، كنت ولا أزال أعتقد بأن مجرد مشاركة هذا الفريق هي انتصار و فوز و كنت آمل من الجهات المنظمة أن تمنحهم جائزة تتناسب مع ذلك

-        الفرق الأفغانية الثلاث و الفريق العراقي كانوا ممولين من قبل الخارجية الأمريكية ، و قد التقيت بأحد موظفي الخارجية الأمريكية من القانونيين الأمريكيين من أصل أفغاني و كان كذلك مشتركا مسبقا في مسابقة فيس ، و قد دار حديث بيننا عن التدخل الأمريكي في أفغانستان و العراق ، تحليلي الشخصي أن هذا الدعم الأمريكي هو لتحسين صورة الولايات المتحدة باعتبارها تساعد هذه الشعوب التي تدخلت في دولها عسكريا من ناحية ، و من ناحية أخرى ثمة اهتمام أمريكي بالدول التي لا يوجد فيها نظام قضائي رصين ومحكم ولا توجد فيها أنظمة قانونية عامة ومجردة أو أن النظام السياسي فيها مختل بما يخل باتزان النظام القضائي و يكون للولايات المتحدة – بما نعرفه عنها من عقلية تجارية – مطامح تجارية للدخول باستثماراتها في هذه الدول ، و بالتالي فهي تدعم التحكيم والمحكمين فيها ضمانا لمصالحها ومشاريعها.

-        الفريق الإيراني كان متحمسا جدا و كان مدرب الفريق أمريكيا ، قلت له مازحا ، إنني لسعيد بهذه العلاقة الطيبة السلمية التعاونية بين الولايات المتحدة و إيران في هذه الفعالية.

 

رجعنا في اليوم التالي إلى بلدنا الحبيب الكويت ، و قضينا عدة أيام كنا نناضل فيها للتوفيق ما بين سيل الاختبارات والدراسة الجارف في الكلية و بين التحضير والتدرب للمسابقة في فينا ، و كان هذا حقيقة من أسوأ العوائق التي تعيق طلاب فريقنا في هذه المسابقة ، فالضغط الدراسي والنفسي هائل و الطالب يشارك في هذه المسابقة غير صافي الذهن بخلاف كثير من الطلاب المتفرغين لهذا الغرض من الدول الأخرى ، أما نحن فكان ذهننا قد انشق نصفين ، نصف يفكر بالمسابقة و النصف الآخر يفكر بكم المواد والاختبارات التي يجب أن نجتازها كلما عدنا إلى الوطن.

 

إلى فينا


صورة من مطار الكويت الدولي أثناء انتظار الطائرة للإقلاع إلى النمسا

 

في نهاية شهر أبريل غادرنا إلى فينا على متن الخطوط الجوية القطرية ، و نزلنا هنالك في فندق الهلتون و هو فندق ذو موقع مميز يقع في قلب فينا بالقرب من كاثدرائية St. Stephen's Cathedral الشهيرة.

ولا شك بأن الجمال الساحر لمدينة فينا بكل ما فيها من معالم سياحية و تاريخية تعتبر مصدر متعة و جاذبية آخر في مسابقة فيس حيث يمكن للمشاركين اكتشاف التاريخ الأوربي الثري و مشاهدة المناظر الخلابة في المدينة  ، كما أن الشعب النمساوي شعب طيب بشوش وخلوق يسهل التعامل معه.

لم يكن الجدول قاتلا كما كان في الأردن ، لقد كان لدينا الكثير من الوقت في فينا لنتمشى و نطالع أرجاء المدينة ، و قد بهرت من روعة المعارض والمتاحف والقصور والطبيعة ، و كان من أجمل ما رأت عيني هنالك مبنى البرلمان النمساوي ومتحف تاريخ الفنون Kunsthistorische Museum  وقصر شونبرون وغيرها من المعالم الخلابة.

علي العريان وخلفه قصر شونبرون

علي العريان وعبدالرحمن الرويشد في حديقة قصر شونبرون

البرلمان النمساوي تحفة فنية بكل معنى الكلمة


على كل فقد بدأنا عملنا في فينا ببعض الجولات التدريبية التي عقدت في أحد مكاتب المحاماة الشهيرة التابعة لشركة Mackenzie & Company الرائدة ، ثم حضرنا حفل الافتتاح لاحقا بتاريخ 27 مارس 2015 و ذهلت بآلاف القانونيين المجتمعين في مكان واحد من طلاب و محكمين ومحامين وقضاة و أساتذة جامعات ، كان محفلا دوليا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ألقيت كلمات الشكر والعرفان وأعلن عن افتتاح المسابقة ، ثم بدأت الجولات في اليوم التالي واستمرت حتى آخر يوم من شهر مارس.

مدربا الفريق د.دينا حداد ود.عمرو العطار أثناء انتظار المرافعات التدريبية في شركة مكانزي للمحاماة في فينا

علي العريان وملاك الصراف أثناء مرافعة تدريبية في مكتب مكانزي للمحاماة في فينا

عبدالرحمن الرويشد وهبة الخالدي أثناء مرافعة تدريبية في مواجهة الفريق العراقي في فينا

 

ظاهرة ثقافية

 

نمت شعبية وشهرة مسابقة فيس بسرعة خلال العقد الماضي ، وتتميز المسابقة بأنها تفسح المجال لطلاب القانون من مختلف الدول بأن يلتقوا و يتفاعلوا مع بعضهم البعض بما يزودهم بمقاربة متعددة الثقافات والتي هي بلا شك أساس وثيق في التحكيم الدولي وأحد أهداف هذه المسابقة .

ومن العوامل الأخرى الجاذبة في هذه المسابقة هي الحفلات التي ينسقها اتحاد خريجي المحاكمات الصورية MAA والتي تتيح المجال للطلاب بأن يرفهوا عن أنفسهم بعد أشهر من العمل المضني تحضيرا للمسابقة ، حيث يقيم الاتحاد حفل استقبال وترحيب قبل يوم من الافتتاح الرسمي للمسابقة ، كما يرتب حفل وداع قبل يوم من النهائيات ووليمة إعلان الفائزين.

وحتى في تلك الأوقات التي لا تكون ثمة حفلات فإن المشاركين يذهبون إلى الحانات للتواصل الاجتماعي والتعارف وتبادل الحديث ، و لكننا كمسلمين وبحكم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ننأى عن مثل هذه الفعاليات.

استطاع حضور حفل افتتاح المسابقة الثالثة عشرة عام 2006 أن يشهدوا ظاهرة ثقافية غير متوقعة ، وذلك عندما قام البروفيسور هاري فلخنتير Harry Flechtner – أحد علماء الولايات المتحدة الرواد في اتفاقية البيوع الدولية – باعتلاء المنصة وقام بغناء أغنيتين كتبتا خصيصا لهذه الفعالية ، الأغنية الأولى هي "the CISG song" و الأغنية الثانية هي "the Mootie Blues" ، و قام بتكرار أداءه في المسابقة الرابعة عشرة عام 2007 و الخامسة عشرة عام 2008 (وأضاف في هذا العام أغنية أخرى استلهمها من القضية المطروحة للنقاش في تلك السنة وعنوان الأغنية هو "the Ballad of Blue Hills 2005") ، و كذلك قام بتكرار الأغنية مع إجراء بعض التعديلات هذا العام 2015.

في بعض أبيات أغنيته "Mootie Blues" يقول البروفيسور هاري "وحيث أنك لم تواعد فتاة منذ أن بدأت النجوم بالبريق في الليل فوقا ، حينئذ وعيت بأنك في مسابقة المحاكمات الصورية من أجل الحب" و هو يشير في هذا المقطع إلى ظاهرة ثقافية كانت دائما جزءا من هذه التجربة منذ سنواتها الأولى ، فالهدف الإجمالي لاتفاقية عقود البيع الدولية CISG كما تنص مقدمتها هو "تشجيع العلاقات الودية بين الدول" وهو هدف يتحقق على المستوى الشخصي هاهنا في فينا وكذلك في هونغ كونغ ، مما يتمخض عن عدد مبهر من علاقات الصداقة و الود بين المشاركين في هذه المسابقة ، فقد تبين بأن عددا من المشاركين أدت بهم مشاركتهم في هذه المسابقة إلى الانتقال للعمل في دول أخرى بل إن عددا من الزيجات قد أبرم بين مشاركين في المسابقة منها ما تم بين الطلاب المشاركين في الفرق المختلفة و منها ما تم بين طلاب ومحكمين.

من اليمين: ملاك الصراف وعبدالرحمن الرويشد وعلي العريان في حفل افتتاح المسابقة في فينا وتبدو جموع غفيرة من القانونيين يقارب عددهم 3000 شخصا يحتفلون في الخلف

عبدالرحمن الرويشد في وليمة الختام وإعلان الفائزين  ، و يظهر المشاركون على مد البصر في قاعة ضخمة جدا

 

المرافعة الشفوية

 تقوم جميع الفرق المشاركة بتقديم مرافعاتها الشفوية في فينا (ثمة مسابقة موازية تجرى في ذات الوقت في هونغ كونغ) ، حيث يكون الافتتاح الرسمي في يوم الجمعة السابق بأسبوع لعطلة عيد الفصح ، و تنتهي المرافعات بالمرافعة النهائية في يوم الخميس لما يعرف بالأسبوع المقدس.

تجرى جولات المرافعات الشفوية غالبا في كلية القانون في جامعة فينا ويجرى بعضها في شركات محاماة قريبة من الجامعة ، حيث تبدأ يوم السبت صباحا ، ويقوم فريق كل جامعة – وخلال أربعة أيام – بالترافع أربعة مرات ضد أربعة فرق ، ثم تختم المرافعات يوم الثلاثاء عصرا مع إعلان الفرق ال64 المتأهلة لمرحلة ما قبل النهائي ، ويعتبر مجرد التأهل لهذه المرحلة إنجازا في حد ذاته ، و خصوصا أن التقييم في هذه المرحلة من الجولات غير منسجم ومتوافق تماما ما بين هيئات التحكيم المختلفة.

تجرى التصفيات النهائية elimination rounds يوم الثلاثاء مساء وحتى الخميس وتنتهي بالجولة النهائية و من ثم وليمة الختام التي تعلن خلالها الجوائز والفائزون.

 تم تقسيم فريق كل جامعة إلى فريقين ، فأصبحنا أنا وملاك الصراف نمثل الفريق الذي سيدافع عن المدعى عليه ، و عبدالرحمن الرويشد و هبة الخالدي الفريق الذي سيدافع عن المدعي ، وتوليت أنا وعبدالرحمن الجانب الموضوعي من القضية ، بينما تولت الفتيات الجانب الإجرائي منها.

ابتدأت المرافعات الشفوية وقابل فريقنا فريق جامعة Queen's university الكندية في البداية ، ثم قابلنا في يوم تال فريق إحدى الجامعات الصينية ، بينما قابل عبدالرحمن وهبة فريقين آخرين ، ولا بد هنا أن أشير بأنه وعلى الرغم من ضخامة التجهيز والاستعداد و الاهتمام بهذه المسابقة إلا أنني أعتقد بأن بعض المحكمين لم يكونوا بالمستوى المطلوب من الموضوعية و الحياد و المهنية و فهم قواعد المسابقة ، و هو الأمر المؤسف ، إلا أن المسابقة إجمالا تعتبر فعالية راقية بالفعل.

علي العريان وملاك الصراف مع الفريق الصيني بعد الانتهاء من المرافعة
 

أجريت المرافعات في أكثر من موقع منها كلية الحقوق في جامعة فينا ، وقد أحيط هذا الحدث بفعاليات جانبية شيقة منها معارض للكتب الخاصة بالتحكيم من مكتبات متنوعة من دول مختلفة من العالم و عروض لبرامج دراسية و بعثات في جامعات قانونية كثيرة وخصوصا لبرامج الماجستير و الدكتوراه ، كما وزعت بعض الهدايا الرمزية المجانية و المشروبات الساخنة اللذيذة و الدافئة المناسبة لبرد فينا القارس الذي اختلج الأعصاب المشدودة و الأدرينالين المتدفق نتيجة حماس المواجهة و التوتر الناتج عن ضغوط الأسئلة القاسية التي تنهمر كالسيل من قبل بعض المحكمين على رؤوس الطلاب المشاركين.

وعودا إلى المرافعة ، يجب على المشارك أن يحدد وقتا يتحدث خلاله و هو عادة ما يكون 14 دقيقة للمرافعة و دقيقة للرد على إثارات الفريق المقابل ، و من أكثر الأمور إرباكا هي الأسئلة التي يوجهها المحكمون للمشاركين ، فيجب على المشارك أن يتعامل مع هذه الأسئلة و يقدم الأجوبة المقنعة ثم يعود إلى مرافعته دون أن يرتبك ودون أن تختلط عليه الأمور ، بل إن بعض المحكمين يستغرق وقت المحامي كاملا بالأسئلة بحيث لا يتبقى له وقت يذكر لأداء مرافعته مما يستدعي طلب المزيد من الوقت والذي لا يكون كثيرا عادة ليختصر كل مرافعته في دقائق معدودة وهي مهارة تتطلب انتباها وتركيزا وتمكنا عاليا.

كما يجب أن يكون بناء المرافعة منطقيا مترابطا مستندا إلى أدلة رصينة من القانون و الأحكام القضائية السابقة و الآراء الفقهية ومبادئ العدالة و الأعراف الدولية و المنطق السليم.

كما يلزم المترافع أن يكون محيطا إحاطة جيدة بوقائع القضية بتفاصيلها و أن يكون متمكنا من استخراج ما يريد من الأوراق أمامه خلال ثوان قليلة إذا طلب منه المحكمون ذلك.

ومن الأمور المهمة التي تؤخذ في عين الاعتبار مدى قدرة الفريق على العمل الجماعي و مساعدة كل عضو للفريق للآخر أثناء المرافعة ، و مدى نظافة و ترتيب وحسن مظهر أعضاء الفريق ابتداء من الهندام و انتهاء بالتفاصيل الصغيرة مثل كيفية وضع الأوراق على الطاولة أمام المحكمين و تفاصيل لغة الجسد و المفردات المنتقاة عند الحديث و التواصل البصري وما إلى ذلك.

 

خارطة طريق للحياة المهنية والأكاديمية

 

إحدى أهم الفوائد التي يجنيها المشارك في مسابقة فيس هي التبصر وفهم خارطة الطريق و المسالك التي يجب أن يسلكها في سبيل تحقيق أحلامه المهنية و الأكاديمية ، فالندوات و المحاضرات التي تعقد على هامش هذه الفعالية في غاية الإفادة ، كما أن المعارض و العروض و الشخصيات التي يتسنى للمشارك أن يلتقي بها تمكنه من معرفة الكثير الكثير عن عالم التحكيم في العالم و الفرص الوظيفية و الدورات التدريبية و أنشطة الأمم المتحدة (الاونسيترال) و برامجها للمتدربين internships وغير ذلك.

 

البرستيج

 

تعتبر مسابقة ويليام فيس من أكثر المسابقات احتراما وحظوة في العالم ، فمن ناحية هنالك قائمة طويلة من الرعاة الكبار ، و من ناحية أخرى يقدم كل عام طليعة من علماء القانون التجاري الدولي إلى هذه المسابقة للمشاركة فيها كمحكمين و مدربين في مختلف مراحل المسابقة ، فكل ذلك يدل على المستوى العالي لهذه المسابقة في العالم الأكاديمي ، في الحقيقة أسميت هذه المسابقة بـ"أولمبياد قانون التجارة الدولية" حيث يشارك فيها طلاب من مختلف كليات القانون من جميع أنحاء العالم.

كان عدد الفرق المشاركة في المسابقة عام 1994 – عندما عقدت لأول مرة – أحد عشر فريقا ومنذ ذلك الحين اتسع نطاق هذا الحقل بشكل كبير ، فقد بلغ عدد الفرق المشاركة في المسابقة العشرين عام 2013 أكثر من 290 فريقا من 67 دولة ، ففي أغلب كليات القانون يعتبر مجرد اختيار الطالب للمشاركة في هذه المسابقة علامة على امتياز الطالب وتفوقه.

هنالك ستة فرق فقط استمرت بالمشاركة سنويا منذ أول مسابقة عام 1994 ، هذه الفرق هي:

Albert-Ludwigs-Universität Freiburg (Germany), Columbia University (United States), Deakin University (Australia), University of Lapland (Finland), Pace University (United States), and Universidad Panamericana (Mexico)

ولذا يطلق على هذه الجامعات أحيانا لقب "رابطة اللبلاب في مسابقة فيس".

 

الرعاة

 

يرعى هذه المسابقة كل من كلية الحقوق في جامعة بيس Pace university law school و المركز الدولي لحل المنازعات ICDR والاتحاد الأمريكي للتحكيم AAA والمركز التحكيمي الدولي في الغرفة الاقتصادية الفيدرالية النمساوية ، و المركز النمساوي للتحكيم التجاري الدولي ACICA والمركز البلجيكي للتحكيم والوساطة CEPANI ، والمعهد القانوني للمحكمين ، و اتحاد شيكاغو لحل المنازعات الدولية CIDRA ، و مركز التحكيم الصيني الأوربي CEAC ، والمعهد الألماني للتحكيم DIS ، ومركز هونغ كونغ للتحكيم الدولي HKIAC ، وغرفة التجارة الدولية ICC ، ومحكمة لندن للتحكيم الدولي ، واتحاد خريجي المحاكمات الصورية AMM ، ومركز سنغافورا للتحكيم الدولي ، واتحاد التحكيم السويسري ASA ، وتحكيم الغرف السويسرية ، وكلية الحقوق في جامعة فينا ، ومفوضية الأمم المتحدة لقانون التجارة الدولي UNCITRAL.
 

من هو ويليم فيس؟

 



أسميت هذه المسابقة باسم ويليام كورنيليس فيس Willem Cornelis Vis (1924–1993) وهو خبير محترم دوليا في مجال المعاملات التجارية وإجراءات تسوية النزاعات ، ولد ويليام كورنيليس فيس في أوترخت في هولندا ودرس القانون وعلم الاقتصاد والفلسفة في ليدن ونايميخن وستارسبرغ وكلية ماغدالين في جامعة أكسفورد ، وتخرج ويليام فيس من جامعة ليدن وجامعة نايميخن في هولندا.

بدأ البروفيسور فيس بالعمل لأجل التعاون الأوربي عام 1957 باعتباره عضوا في سكرتاريا مجلس أوربا the counsel of Europe وتحديدا في مجلس حقوق الإنسان و مجلس العلاقات القانونية ، ولاحقا عام 1965 أصبح نائب السكرتير العام للمعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص UNDROIT في روما ، وفي عام 1968 انتقل إلى سكرتاريا الأمم المتحدة في نيويورك حيث أصبح رئيس فرع قانون التجارة الدولية في مكتب الأمم المتحدة للعلاقات القانونية وسكرتير مفوضية الأمم المتحدة لقانون التجارة الدولية UNCITRAL.

عمل ويليام فيس سكرتيرا تنفيذيا في مؤتمر فينا الدبلوماسي والذي أسفر عن وضع اتفاقية الأمم المتحدة بشأن عقود البيع الدولي للبضائع CISG ، كما كان له إسهام في وضع قواعد التحكيم التجاري في الاونسترال ، وكان ممثلا لهولندا في مفوضية الأمم المتحدة لقانون التجارة الدولية وترأس فريقا العامل على التسديدات الدولية.

وأخيرا درس البروفيسور فيس في كلية الحقوق في جامعة بيس Pace university منذ عام 1980 و حتى وفاته عام 1993، و أثناء فترة عمله في الجامعة كان لا يزال يشارك في تطوير قوانين التجارة الدولية ، و كان هو المدير المؤسس لمعهد بيس للقانون التجاري الدولي .

كان ويليام فيس متزوجا من السيدة بفيث ماريون ستيدمان Faith Marion Stedman وأنجب منها ثلاثة أبناء.

 

ختاما

 

تأهل 64 فريق فقط من أصل مئات الفرق ، ثم فاز فريق جامعة اوتاوا الكندية بالمركز الأول ، و حضرت جميع الفرق وليمة هائلة أعلنت خلالها النتائج وذلك في الثاني من أبريل 2015 و عدنا في اليوم التالي إلى بلدنا الحبيب الكويت.

 

كلمة شكر

 

استقبلت رابطة طلبة كلية القانون الكويتية العالمية و كذلك القائمة الحقوقية الفريق المشارك في مطار الكويت عند العودة فشكرا جزيلا لهم
 
الفريق المشارك مع المدربين يعودون إلى أرض الوطن سالمين


أشكر جميع أساتذتي وزملائي وزميلاتي الذين لولاهم لما كانت هذه الرحلة لتتم ، والذين كابدوا و بذلوا الجهد لنتمكن جميعا وبروح الفريق من إتمام هذه التجربة الشيقة ، و أخص بالشكر مدربي الفريق د.دينا حداد و د.عمرو العطار ، كما أشكر الزملاء والزميلات عبدالرحمن الرويشد و هبة الخالدي و ملاك الصراف وذويهم الذين كان لهم الدور الرائع في بث روح العائلة في الفريق ، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكلية القانون الكويتية العالمية لكل ما بذلته من كرم و سخاء واضح ودعم لا محدود لنا طوال فترة المسابقة والتدريب ، و أخص بالشكر رئيس مجلس الأمناء د.بدر الخليفة و عميد الكلية أ.د.محمد المقاطع فلهم منا كل الشكر والامتنان.

 

النتائج التفصيلية لمسابقة ويليم فيس الثانية و العشرين عام 2015

 

Frédéric Eisemann Award Team Orals

 

First Place

Univesrity of Ottawa

Second Place

Singapore Management University

Third Place

Humboldt University
National Law School of India

Honourable Mentions (in alphabetical order)

Aarhus University
Academic Center of Law & Business
Arizona State University
Brooklyn Law School
Bucerius Law School
Cairo University
Chinese University of Hong Kong
City University of Hong Kong
Cornell University
Duke University
FGV Rio Law School
Florida State University College of Law
ILS Law College, Pune
Institut d"Etudes Politiques de Paris (Sciences-Po)
Istanbul University
London School of Economics
Loyola University, Chicago
Luigi Bocconi University
McGill University
MGIMO University
Monash University
National and Kapodistrian University of Athens
National University of Asunci%oacute;n
National University of Singapore
New York University
Pace University
Pontifical Catholic University of Rio de Janeiro
Pontifical Catholic University of Rio Grande do Sul
Queen's University
Stanford University
Università Cattolica del Sacro Cuore di Milano
University of Auckland
University of Bayreuth
University of Bern
University of Buenos Aires
University of Cambridge
University of Cologne
University of Denver
University of Freiburg
University of Hamburg
University of Hannover
University of Heidelberg
University of Helsinki
University of Indonesia
University of Ljubljana
University of Mainz
University of Montevideo
University of Munich
University of New South Wales
University of Pittsburgh
University of Sao Paulo Largo San Francisco
University of St. Gallen
University of Stockholm
University of Tübingen
University of Warsaw
University of Zagreb
University of Zurich
University Pantheon-Sorbonne (Paris I)
University SS. Cyril and Methodius
Yale University


Pieter Sanders Award Best Memorandum for Claimant

 

Prevailing Team

Humboldt University

First Runner Up

University of Sydney

Second Runner Up

University of Munich

Honourable mentions in alphabetical order


Bucerius Law School
Carlos III University
Chinese University of Hong Kong
City University of Hong Kong
Loyola University, Chicago
National University of Singapore
Paris Bar School
Pepperdine University
The University of Queensland
University of Basel
University of Belgrade
University of California, Berkeley
University of Freiburg
University of Fribourg
University of Hamburg
University of Heidelberg
University of Helsinki
University of Lausanne
University of Ljubljana
University of Münster
University of St. Gallen
University of Utrecht
West Bengal National University of Juridical Science


Werner Melis Award Best Memorandum for Respondent

 

Prevailing Team

National Law University, Jodhpur

Joint Runners Up

University of St. Gallen
University of Zurich

Honourable Mentions in Alphabetical Order


Aarhus University
Brooklyn Law School
Institut d"Etudes Politiques de Paris (Sciences-Po)
Jagiellonian University
London School of Economics
McGill University
Singapore Management University
Sofia University St. Kliment Ohridski
University of Cologne
University of Freiburg
University of Fribourg
University of Geneva
University of Hamburg
University of Heidelberg
University of Helsinki
University of Lucerne
University of Mainz
University of Passau
University of Sydney
University of Vienna


Martin Domke Award for Individual Oralists

 

Joint Winners


National University of Singapore | Kelvin Chong Yue Hua
University of Freiburg| Laura Fahrner


Second Runner Up

Harvard University| Zain Jinnah


Honourable Mentions (in alphabetical order by team)


Aarhus University | Esben Ravnsbæk Johannsen
American University | Lauren Talerman
Bucerius Law School | Victoria Kurtenbach
Charles University | Jan Lembas
City University of Hong Kong | HO Tiffany Toni Lok
Duke University | Jennifer Lin
Galatasaray University | Denizhan Uslu
Institut d"Etudes Politiques de Paris (Sciences-Po) | Dmitry BAYANDIN
Istanbul University | Destina KANTIK
Jagiellonian University | Justyna Kucia
King's College London | Raven Butcher
King's College London | Wesley Griffiths
London School of Economics | Lee Jin Yi Mark
London School of Economics | Tan Yuen Yuen
McGill University | Matthias Heilke
McGill University | Amanda Ghahremani
McGill University | Lipi Mishra
MGIMO University | Anastasia Trubacheva
Monash University | Katerina Dandanis
Monash University | Andrew Bisset
Murdoch University | Heather Costelloe
Murdoch University | Ashley Roberts
National and Kapodistrian University of Athens | Dimitra Tsakiri
National Law School of India | Aniruddha Basu
National University of Singapore | Annette Liu Jia Ying
New York University | Marianne Madden
Pontifical Catholic University of Rio de Janeiro | Ana Victoria Pelliccione
Pontifical Catholic University of Rio Grande do Sul | Caroline Duarte Schaeffer
Queen's University | Jonathan Nehmetallah
Singapore Management University | Tan Jun Hong
Singapore Management University | Bethel Chan Ruiyi
Stetson University | Regan Jaros
University of Auckland | Finn Lowery
University of Auckland | Michael Greenop
University of Bern | Michael A. Schifferli
University of Bern | Soham Astik
University of Denver | Mamie Ling
University of Freiburg | Nicole Grohmann
University of Freiburg | Karen Kelat
University of Hamburg | Lennart Becker
University of Hamburg | Lisa Eilts
University of Indonesia | Zarina Marta Dahlia
University of Ljubljana | Valentin Mis
University of Marburg | Sonya Mehdizadeh
University of Munich | Tomke Austen
University of Münster | Marie-Luise Herkenhoff
University of New South Wales | Melissa-Ann Marie Gillies
University of New South Wales | Katherine Buchan
University of Pennsylvania | Jessica Moscoso
University of St. Gallen | Kerim Tbaishat
University of Stockholm | Asade Pourmand
University of Tübingen | Nora Sterthoff
University of Tübingen | Michael Sebastian Dinkel
University of Zagreb | Ana Marjancic
University of Zurich | Andreas Wehowsky
University of Zurich | Tilla Caveng
University SS. Cyril and Methodius | Ljuben Kocev
Yale University | Sean Colenso-Semple
Yale University | Jacqueline Elizabeth Van De Velde

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم التصوير في القانون الكويتي – بقلم علي العريان

هل يجوز الحجز على بيتك؟

العواقب القانونية للإلحاد والردة .. بقلم المحامي علي العريان